وقف الأرنب الطيب أرنوب يسأل الفأر فرفور ، لماذا لا تشاركنا الحياة في الغابة ؟ ، أراك وحيدًا ، أليس لك أصدقاء ؟ ، لم يعط فرفور أي اهتمام لكلام الأرنب الطيب ، بل ظل جالسًا في مكانه ، وأشار بيده رافضًا الحديث ، لم ييأس أرنوب وكرر عليه السؤال : إننا نريدك أن تشاركنا وتساعدنا في تحمل مشقة الحياة في الغابة ، هنا ضحك فرفور ساخرًا من كلام أرنوب : كيف وأنا أضعف الحيوانات ، وليس لدي القوة للمشاركة معكم؟
فرد عليه أرنوب : أنت مخطئ يا صديقي ، لكل منا قوة تظهر عند الحاجة ، فقال فرفور : لن أشارك معكم إلا إذا كنت أنا أقوى الحيوانات ، فلم يكن من أرنوب إلا أن قال له : إذن إلى اللقاء يا صديقي ، ولكن اعلم أننا جميعًا نحتاجك .
لم يعط الفأر فرفور لكلام أرنوب أي اهتمام ، واعتقد في نفسه أن الأرنب جاء ليسخر منه ، وازداد لديه الشعور بعدم مشاركة الآخرين ، وفضل أن يظل وحيدًا في الغابة ، ومع ظهور شمس يوم جديد انطلق فرفور بحثًا عن الطعام ، وبينما هو في طريقه اشتدت حرارة الشمس وظهرت عليه علامات الإرهاق الشديد ؛ فجلس في ظل شجرة كبيرة حتى غلبه النوم ، فراح في سبات عميق .
رأى فرفور في الحلم أن الشجرة التي ينام تحتها هي شجرة القوة ؛ ومن يأكل منها يمتلك القوة ويصبح أقوى المخلوقات ، فظل فرفور يأكل منها حتى خيل إليه أنه أصبح أقوى الحيوانات.
ونظر فرفور إلى نفسه ، فوجد جسده قد كبر جدًا ، وأصبحت لديه عضلات ضخمة ، وعندما يتحرك تهتز الأرض تحت أقدامه وتجري الحيوانات كلها من أمامه. ضحك فرفور بقوة ؛ فسقطت الأشجار من حوله ؛ فنظر إلى صورته التي تعكسها مياه النهر .
وبجوار صورته وجد صورة أخرى لحيوان عملاق يخشاه الجميع ؛ فراح فرفور يحدث نفسه ويقول : الآن بعد أن أصبحت أقوى الحيوانات ، سوف أجعل الأسد تحت أمري بعد أن أصبح الآمر الناهي في الغابة ، ولن يكون لي أصدقاء ، بل سيعمل الجميع في خدمتي ، وسيعيشون في رعب من بطشي ، وقوتي.
وبينما هو غارق في أحلامه الوردية ، سقطت إحدى الثمار على رأسه وهو نائم ؛ فاستيقظ فجأة ، وذهب عائدا إلى بيته بينما صورته الحقيقية تظهرها له مياه النهر ، لم يبق لفرفور سوى بيته وأحلامه الوردية ، بعد أن تركه الجميع .
وفي أحد الأيام بينما يجلس فرفور في بيته بعد أن فرغ من أحلام القوة والبطش بالجميع ، سمع أصوات حيوانات الغابة ، قال الأسد : أين صديقنا العزيز فرفور ؟ قال الفيل : لا بد أن نطمئن على صحته ، فقال الأرنب : هيا نشتري بعض الهدايا ونذهب إليه ، فرد عليهم القرد قائلًا : لن تكون الحياة جميلة إلا إذا ساعدنا بعضنا .
وكان فرفور يستمع من بعيد إلى حديث الحيوانات ، فأخذ يعاتب نفسه بعد أن سمع كلام حيوانات الغابة كلها ؛ فالجميع يريد مساعدته ، والكل يسأل عنه . عندئذ سأل فرفور نفسه : كيف أفكر في أصدقائي هكذا ، وهم يفكرون في صحتي والاطمئنان علي ؟ وأخذ يقول : إن القوة الحقيقية في حب الأصدقاء والمشاركة الطيبة وتعاون الجميع وليست في البطش والإيذاء .
وأخيرًا خرج فرفور إلى الغابة وسط فرحة الجميع ، وبدأ يشاركهم في جميع أعمالهم ، وعرف أن لكل مخلوق قوة تظهر عند الحاجة ؛ ليعيش الجميع في سلام ومحبة.
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر