قصة والدة علي باشا صالح
إن قصة والدة على باشا صالح وزير الصحة المصري السابق هي قصة كفاح أم عظيمة، ضحت بحياتها من أجل أن يصل ابنها لأعلى المراتب، وهي مثل الكثير من الأمهات في عالمنا العربي التي لا تطلب شيء من الحياة إلا سعادة وراحة ونجاح أبنائها.
في أحد الأيام وفي قرية كفر الشيخ المصرية تزوجت فتاة بسيطة تسمى مبروكة من مزارع بسيط، وبعد شهور قليلة وبسبب ضيق الحال قرر تطليقها وكانت حينها حامل، عادت مبروكة لمنزل والدها وبعد أن أنجبت ابنها أسمته علي بدأت في تربيته بمفردها وأرادت أن تعلمه على أحسن وبالرغم من أنها كان لديها سبب لترك ابنها دون تعليم ليصبح عامل زراعي مثل أبيه إلا أنها قررت أن تضحي بوقتها ومجهودها لتربي ابنها ويصبح إنسان متعلم ولا يبقى أميًا مثلها ومثل أبيه.
وقد استعانت بالله عز وجل وتوكلت عليه وانتقلت لمحافظة الإسكندرية وبدأت تبيع الجبن في شوارعها وأدخلت علي إلى مدرسة رأس التين الأميرية، وكان تلميذًا نجيبًا وحصل على الشهادة الابتدائية، ولما علم أبوه بذلك اتى إلى الإسكندرية وطلب أن يأخذ ابنه حتى يلحقه بوظيفة حكومية بالشهادة الابتدائية، لكن طموح الأم لابنها كان أكبر من ذلك بكثير فهي قد أدركت أن ابنها يمكن أن يكون أكبر من مجرد موظف صغير.
قامت الأم بإخفاء ابنها فوق سطح منزل الجيران وعندما بحث الأب لم يجده، ولما رحل قررت الأم أن ترحل به إلى القاهرة، وأدخلته المدرسة الخيديوية بالقاهرة واستمرت في العمل لتعوله، وكان كل من حولها يلومونها لأنها تتعب وتعمل لتبقي ابنها في المدرسة بينا كان بإمكانها إعادته لأبيه وتتزوج من رجل يعولها ويكفيها تعب العمل.
ومع ذلك كانت الأم مصرة على تحقيق حلمها وكانت دائمًا تقول لمن يلومها من يتوكل على الله فهو حسبه، وقد عمت الأم لدى أسرة ثرية واستطاعت أن تدخل ابنها مدرسة الطب وقد تخرج منها عام 1901م، وبعد مرور 15 عامًا على تخرجه مرض حاكم مصر السلطان حسين كامل واحتار الأطباء في مرضه.
فاقترح عليه أطبائه اسم الطبيب علي إبراهيم، فاستدعاه السلطان فقام بإجراء جراحة ناجحة له، فأعجب السلطان به وعينه ليكون طبيبه الخاص ومنحه رتبة البكوية ليصبح بك، وبعد ذلك منحه الملك التالي لقب الباشوية، وبعد ذلك تم تعيينه في منصب عميد كلية الطب بجامعة فؤاد الأول، ليكون أول مصري يشغل هذا المنصب.
بعد ذلك تم تعيينه في منصب وزير الصحة، وفي نفس العام أسس نقابة الأطباء المصرية، وتولى منصب النقيب لأول مرة في تاريخ النقابة، وكل ذلك بفضل الفلاحة الأمية البسيطة التي كانت تستعين بالله فقط لتذليل كل الصعاب والعقبات من أجل تربية ابنها كما كانت تحلم.
قصة أم صالحة صبرت على أذى زوجها من أجل أبنائها
ذات يوم تزوجت سيدة صالحة من رجل رقيق الحال يعمل سائق، وقد تحملت معه مصاعب الحياة وأنجبت له ولد وبنت، وقد تشاركا معًا مصاعب الحياة وقد حرصت على تربية الطفلين تربية صالحة بالاستعانة بدخل زوجها البسيط وبعض المساعدة البسيطة من والدها الذي كان يعمل براتب بسيط لكنه كان يساعد ابنته على قدر استطاعته.
واستمرت الزوجة صابرة على ضيق الحال وتحاول تدبير أمور منزلها بحكمة دون أن تشتكي، حتى كبر الابنين ووصلا للمرحلة الإعدادية وحصل الأب على عمل بشركة كبرى وكان عمله يستوجب السفر للخارج.
قرر الأب السفر حتى يبني مستقبل لأبنائه، وقد بقي الزوج خارج البلاد عدة سنوات قامت خلالها الأم بدور الأب والأم، وحاولت الحفاظ على الأولاد الذين كانوا في عمر المراهقة حتى عاد الأب.
لكن المفاجأة أن الأب الذي عاد لم يكن هو نفسه الذي سافر، فقد تغير تغييرًا جذري، وقد اعتاد على شرب الخمر وأبح سلوكه، وقد حاولت زوجته نصحه ليعود كما كان فكان يرفض ويضربها، وفي أحد المرات وهي تنصحه بالتوقف عن شرب الخمر قام تطليقها وطردها من المنزل، وأخبرها أنها لن تأخذ أبنائها معها لأنهم كبروا ويحق له حضانتهما.
عادت الأم الحزينة لمنزل أهلها وسلمت أمرها لله عز وجل فهي من أسرة بسيطة ولم تكن تستطيع تحمل مصاريف المحاماة لرفع قضية لاسترداد حضانة ابنائها، ولم يكن أمامهما حينها إلا رفع أكف الدعاء للمولى عز وجل والدعاء بالهداية لزوجها وأبنائها.
وقد حرص الأب على إعطاء أبنائه الكثير من الأموال ليعوضهما عن حرمان الماضي ولينسيهما أمهما، لكنه في نفس الوقت لم يهتم بأخلاقهما ولا بما يفعلان في حياتهما فقد ترك لهما كل الحرية في فعل ما يشاءان، فأهملا دراستهما وبدأ يرسبان بعد أن كانا من المتفوقين دراسيًا، كما أنهما تعرفا على مجموعة من أصدقاء السوء.
ولم يتدخل الأب الذي كان مخمرًا معظم الوقت، وفي يوم تعب الأب بشدة فاتصل الأبناء بأمهما، فأسرعت لمنزل الزوج ونقلته للمستشفى، لكن المفاجأة أن الأم عندما طلبت من الأبناء الذهاب معها للمستشفى رفضا وتحججا بأنهما مشغولان، وعلى الفور أدركت الأم التغير الكبير الذي حدث لأبنائها وما فعله الأب فيهما، فبكت ودعت الله عز وجل أن يهدي لها أبنائها ويرشدهما إلى الطريق المستقيم.
وبينما كان الأم والأب في المستشفى كانت الابنة تقابل شابًا قد تعرفت عليه وركبت معه سيارته، وبينما هما يتجولان في الشوارع بالسيارة وقع لهما حادث، وأتت الشرطة وقد شعرت الفتاة بالخوف فقال لها الشاب أنه سيطلب صديق له لينقلها بعيدًا عن موقع الحادث.
وكانت المفاجأة أن الشاب الذي أتى لاصطحابها كان هو أخيها، فنظر كل منهما للآخر بخجل ولم يستطيع أيًا منهما التحدث للآخر، فكلاهما قد نسي ما علمته له والدته في صغره وكلاهما وقعا في أخطاء جسيمة، فأخذ الشاب أخته واتجها إلى المستشفى، وطلبا من أمهما أن تسامحهما لأنهما لم يسألوا عليها في الفترة السابقة، وقد وعداها أن يحسنا التصرف.
كما استفاق الأب من الأزمة الصحية التي ألمت به، وطلب من زوجته أن تسامحه وأن تعود لمنزلها مرة أخرى، وطلب منها أن تعيد تربية الأبناء بالطريقة التي تراها صحيحة فهي أثبتت أنها أفضل منه وأقدر على رعاية الأبناء، وقد سامحته الزوجة الوفية وتم لم شمل الأسرة مرة أخرى، وعاد الأبناء ليتفوقوا في دراستهم حتى تخرجوا من الجامعة.
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر
- قصة إلقاء السياسيين من النافذة التي أشعلت حرب الثلاثين عامًا في أوروبا