بعد انهيار النظام النازي في النرويج ، كانت النساء اللواتي لديهن علاقات أو اشتبه في وجود علاقات جنسية لهن مع الجنود الألمان ، يطلق عليهن اسم “الفتيات الألمانيات” ، وكثيرًا ما كان يتم إلقاء القبض عليهن ، وفي بعض الحالات كان يتم تجريدهن من جنسيتهن النرويجية وترحيلهن إلى ألمانيا .
وبالنسبة للكثيرين كان هذا مجرد حب في سن المراهقة وبالنسبة للبعض كان هذا حب حياتهم مع جندي العدو أو المغازلة البريئة التي تركت بصماتها لبقية حياتهم” ، ولقد انتهكت السلطات النرويجية المبدأ الأساسي ، بأنه لا يمكن معاقبة أي مواطن بدون محاكمة أو الحكم عليه دون قانون” .
برنامج ليبنسبورن :
لقد نشأت بعض العلاقات المعنية من برنامج النازيين ليبنسبورن the Nazis lebensborn program ، الذي تأسس في عام 1935م ويسمى أيضًا “ينبوع الحياة” ، وقد سعى البرنامج إلى تعزيز سباق الآرية من خلال تشجيع التكاثر بين “الأجناس” ، التي كان النازيون يمارسونها بحيث تعتبر تلك الأجناس متفوقة ، وكجزء من البرنامج تم إنشاء منازل ليبنسبورن حيث أنجبت النساء الحوامل ، وحصلن على دعم للطفل .
وعندما احتل النازيون النرويج في عام 1940م ، سرعان ما بدأوا في إنشاء عدد كبير بشكل استثنائي من منازل ليبنسبورن في جميع أنحاء الإقليم ، ويقول باتريك بيرنهارد الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث في جامعة أوسلو ، في مقابلة مع التايمز : “إن الأمر يتعلق بالكيفية التي رأى بها النازيون النرويج كبلد وكمجتمع متفوق .
وهذا يتفق مع المصطلحات العنصرية لألمانيا” ، وهذه إشارة الى تقدير النازيين المرتفع للتفوق العرقي النرويجي ، وفي نهاية المطاف ولد الآلاف من الأطفال في هذه المنازل في النرويج ، ولكن بعد إنتهاء الحرب في عام 1945م تم نبذ الأطفال المولودين في منازل ليبنسبورن وأمهاتهم ، وإساءة معاملتهم فلم يكن من غير القانوني أن تقيم النساء النرويجيات علاقات مع الجنود الألمان ، ولكن “الفتيات الألمانيات” ونسلهن عوملن مثل المجرمين .
ويحكي كرجيستي إريكسون أستاذ علم الجريمة في جامعة أوسلو قائلًا : “لقد تم اعتقالهم في معسكرات خاصة أثناء انتظار ترحيلهم ، وحصل البعض على قصاصات استهجان من قبل الحشود في الشوارع ، وهذه اعتبرت عدالة الشوارع فقد شهدت السلطات الغضب ضد النساء ، وأرادوا عقابهم ، وقد مرت 70 سنة على هذا الاعتداء ضد “الفتيات الألمان” من النرويجيات وأطفالهم.
ومعظم هؤلاء الأطفال هم الآن في السبعينيات من عمرهم ، ومن غير المرجح أن تكون أي من “الفتيات الألمانيات” على قيد الحياة لسماع الاعتذار الرسمي من حكومة النرويج الموجه نحوهن ، ولكن بالرغم من أن “الفتيات الألمانيات” لا يملكن مشاهدة هذا التعبير عن الأسف ، فقد حظي هذا العمل باستقبال جيد من قبل أطفالهن ، وأحد هؤلاء الأطفال هو ريدار جابلر ، الذي وقعت أمه في حب جندي ألماني عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها .
حيث ذهب لمشاهدة الاعتذار شخصيًا ، وكما قال جابلر لوسائل إعلام نرويجية : “لم يعد الناس المتضررون بشكل مباشر معنا الآن ، لكن هذا يلامس عائلاتهم وأطفالهم ، وقد اعتذرت الحكومة النرويجية رسميًا للنساء اللواتي تعرضن للاضطهاد ، بسبب علاقاتهن مع الجنود النازيين خلال الحرب العالمية الثانية .
وقد أصدرت رئيسة الوزراء إيرنا سولبرغ الاعتذار في حدث في 23 أكتوبر ، لإحياء الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، حيث استاءت سولبرغ من المعاملة غير اللائقة ، التي تلقتها هؤلاء النساء وقالت سولبرج : “اليوم ، باسم الحكومة أريد أن أعرض اعتذاري” ، ويقول البروفيسور بيرنهارد : إن العنف ضد هؤلاء النساء تم تأسيسه في النرويج” ، وهذا هو جوهر ما يعنيه هذا الاعتذار الرسمي من الحكومة .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر