قد يبدو الأمر في منتهى الغرابة حينما نعلم أن هناك من الحيوانات ما قد غيرّ مجرى التاريخ ، غير أنه حدث بالفعل ، ولعلّ من أبرز الحيوانات التاريخية تلك الكلبة السوفيتية التي تم إرسالها إلى الفضاء خلال عام 1957م ، كما ظهر قرد في بلاد اليونان ليقوم بتغيير مصير البلاد ، حيث قام بقتل الملك في مطلع العشرينيات من القرن الماضي ، ليصبح بذلك الحيوان الأكثر تأثيرًا في التاريخ اليوناني.
الملك ألكسندر الأول :
أثناء فترة الحرب العالمية الأولى وبالتحديد خلال عام 1917م قامت فرنسا وبريطانيا بإجبار الملك اليوناني قسطنطين الأول Constantine I على تقديم استقالته من منصبه ؛ وذلك نتيجة لتعاطفه مع الألمان ، فقام الملك بالتنازل عن الحكم إلى ابنه ألكسندر الأول Alexander Iوالذي وقع تحت تأثير وزيره آنذاك ؛ والذي اشتهر بمواقفه المؤيدة لبريطانيا وفرنسا ، لتصبح اليونان في مواجهة ضد ألمانيا وحلفائها أثناء الحرب العالمية الأولى .
وبالتزامن مع فترة نهاية الحرب قام وزير الملك ألكسندر بوضع خطة عسكرية تعمل على توسيع اليونان فيما يُعرف باسم اليونان الكبير ، حيث عملت اليونان على ضم المناطق التي كان يعيشها سكان من أصول يونانية ، وقامت اليونان بإرسال قواتها إلى الأراضي العثمانية المهزومة أثناء الحرب العالمية الأولى ، وكان ذلك خلال عام 1919م بدعم من فرنسا وبريطانيا.
حادثة وفاة الملك ألكسندر الأول :
لم تشأ الأقدار أن يعيش الملك اليوناني ألكسندر الأول ليرى حلم اليونان وهو يتحقق أمام عينيه ، حيث أنه تعرض إلى حادثة غريبة أدت إلى وفاته خلال فترة قليلة لم تتجاوز أربعة أسابيع ، حيث ذهب الملك خلال عام 1920م إلى جولة اعتيادية مع كلبه المفضل داخل الحديقة الملكية ، وأثناء تلك الجولة قام الكلب بمهاجمة أحد القرود ، حتى اشتد العراك بين الحيوانين .
حاول الملك ألكسندر الأول أن يتدخل ليفضّ تلك المشاجرة ويسحب كلبه منها ، غير أنه قد حدث ما هو غير متوقع حيث تدخل قرد آخر في تلك المعركة ، حيث أن هذا القرد الثاني لاحظ تقدم الملك من مكان المشاجرة ؛ فانقضّ عليه دون رحمة ليعضّه في أماكن متفرقة من جسده ، والتي ارتكزت ما بين رجليه ورقبته ، وهو ما دفع الحاضرون إلى التدخل لمحاولة إنقاذ الملك من القرد .
وخلال الأيام القليلة التي تلت تلك الحادثة كانت الحالة الصحية للملك تتدهور شيئًا فشيئًا ، حيث أصيبت جروحه بالتعفن وخاصةً تلك الجروح التي كانت على مستوى رجله ، وقد استدعت حالته القيام بجراحة لبتر الساق ، ولكن الأطباء رفضوا تحمل مسؤولية القيام بهذه الجراحة للملك ، وهو ما أدى إلى وفاة ألكسندر الأول يوم 25 أكتوبر من عام 1920م ، وقد توفي وهو لازال في ريعان شبابه حيث كان عمره آنذاك 27 عامًا فقط .
وبعد وفاة ألكسندر الأول عاد والده ليحكم البلاد مرةً أخرى ، وقد قام بتسريح معظم قادة الجيش كما طرد الوزير ، وعقب تغير سياسات البلاد بدأت الحليفتان بريطانيا وفرنسا في التراجع عن موقفهما من الحرب اليونانية التركية ، وقد أدى تخاذل الملك قسطنطين الأول إلى هزيمة اليونان ، ليكون هذا القرد الذي عضّ الملك ألكسندر الأول قد غيرّ مسار بلاد اليونان في تلك الفترة ، حيث هُزمت أثناء الحرب اليونانية التركية ، وانتهى بذلك الحلم العظيم لبناء اليونان الكبير في تلك الآونة .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر