عُرف إمبراطور روما “كاليجولا” على أنه أشهر طاغية في التاريخ ، وقد كان ثالث إمبراطور روماني والذي اشتهر بوحشيته وجنونه ، وكان لديه صلة قرابة من جهة الأم بالإمبراطور “نيرون” الذي قام بحرق روما ، وتولى كاليجولا الحكم في روما منذ عام 37م وحتى عام 41م ، والاسم الحقيقي له هو “جايوس” ، والذي قال حينما اعترض أحد أعضاء مجلس الشيوخ على دخول حصانه المجلس :”أنا لا أدري لماذا أبدى العضو المحترم ملاحظة على دخول جوادي المحترم ؛ على الرغم من أنه أكثر أهمية منه ؛ فيكفي أنه يحملني”.
نشأته :
وُلد كاليجولا Caligula خلال عام 12م ، وقد نشأ داخل بيت ملكي حيث تربى بين العسكر كي يتم إعداده لتولي الحكم ، واسمه الحقيقي هو جايوس ولكنه حصل على اسم كاليجولا والذي يعني الحذاء الروماني ؛ كنوع من السخرية منه في صغره ، حتى كبر وتولى زمام الحكم في روما ليصبح أحد أشهر طغاة التاريخ .
حكمه الوحشي :
لم يكن كاليجولا مجرد رجل قاسي حكم روما ؛ بل إنه كان نموذجًا سيئًا للجنون والشر والقسوة التي تمثلت في صورة طاغية قام بأفعال لا يمكن أن يتوقعها بشر ، وكان متفننًا في خلق طرق لإغاظة الشعوب التي تحكمها روما ، ومن الأمثلة على ذلك أنه قام بنقل بعض الآثار الفرعونية من مصر إلى بلاده مثل مسلة تحتمس الثالث ، كما سيطرت عليه فكرة أنه ملك العالم كله ؛ بل إنه تخيل نفسه إلهًا على الأرض .
قام كاليجولا بفرض السرقة العلنية في روما ؛ والتي اقتصرت على شخصه بالطبع ، حيث أنه أجبر كل الأشراف وأفراد الإمبراطورية الأثرياء في روما أن يحرموا ورثتهم من ميراثهم ، وأن يقوموا بكتابة وصية بمقتضاها يتم نقل كل أملاكهم إلى خزانة روما بعد وفاتهم ، بمعنى أن أملاكهم ستؤول إلى كاليجولا بعد وفاتهم .
كانت الحاشية من حول كاليجولا تهتف له وتؤيد أفعاله خوفًا منه ، وهو ما زاد من طغيانه وجنونه لدرجة جعلته يقوم بتعيين جواده كعضو في مجلس الشيوخ ، وكان من الضروري على أعضاء الحفل أن يحضروا حفل التكريم بملابسهم الرسمية ، وكانت المفاجأة الصادمة لهم يوم الحفل أن المأدبة لم تكن تحتوي إلا على تبن وشعير ، وحينما رأى كاليجولا اندهاشهم قال لهم بأنه شرف لهم أن يأكلوا ما يأكله حصانه في صحائف ذهبية .
خضع الجميع في ذلك الوقت لرغبة كاليجولا وأكلوا من التبن والشعير ، إلا واحدًا منهم يُدعى “براكوس Bracos” رفض ذلك فقام كاليجولا بإقصائه عن منصبه وتعيين جواده مكانه ، وقد قال له :”من أنت كي ترفض أن تأكل مما يأكله جوادي” ، وبالطبع قام الحاضرون بالتهليل للطاغية وتأييد قراره الذي لا يُرد ، ولكن براكوس ثار وأعلن غضبه وثورته ضد كاليجولا .
الانتقام من كاليجولا :
أعلن براكوس الثورة غاضبًا لكرامته ، وهو ما جعله يصيح في الحاضرين قائلًا :”إلى متى يا أشراف روما سنظل هكذا في حالة خضوع لجبروت كاليجولا” ، ثم قام بقذف حذائه في وجه الحصان ، ثم صاح قائلًا :”يا أشراف روما افعلوا مثلما فعلت ، استردوا شرفكم المهان” ، فتحول الحفل إلى معركة بالأطباق وكل شيء موجود ، ولم يتمكن كاليجولا من الفرار ، ولكنه وقع فريسة في أيدي الأعضاء الذين قتلوه كما قتلوا حصانه أيضًا ، لتنتهي قصة أشهر طاغية في التاريخ يوم 24 يناير من عام 41م .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر