قصة زوجة الأبن

تحكي هذه القصة وتصف ما أل إليه حال المجتمع والأسرة ، من فساد وخراب وقد يكون السبب ، في ذلك هو البعد عن الله وترك الإيمان الحقيقي ، إلى تدين ظاهري وحسد قد يصل إلى حد تدمير البيوت وهدم الأسر السعيدة .

هذه القصة يرويها أحد الشيوخ وهو يبكي ويتعجب ، مما أل إليه حال صاحب القصة ، إذ أتى إليه أحد الشباب وهو حزين ويبكي ، ولا يستطيع الحديث من شدة البكاء ، فهدأ الشيخ من روعه وحين هدأ الشاب وأستعاد وعيه سأله الشيخ ، ما الذي يبكيك أيها الشاب فأجاب الشاب ، وهو يشعر الحزن والخجل ، ولا يعرف ماذا يقول إذ أن السبب فيما هو فيه هو أقرب إنسان له ، في الدنيا وأن الإساءة إلى هذا الشخص تحزنه وتسئ إلى نفسه.

سبب مأساة الشاب هو أبيه ، والذي من المفترض أن يكون هو المثل والقدوة لأبنه ، ولكنه ربما فقد عقله ، يحكي الشاب أن أبيه رجل تاجر ميسور الحال ، يعرف بين الناس بطيب الخلق وحسن السيرة وهو رجل لا يترك صلاة ولا صوم ولكنه يعيش بشخصيتين ، إذ أن هذا الرجل الكبير الذي وصل لسن الشيخوخة ، قد أحب فتاة صغيرة ، فقال الشيخ للشباب أن هذا لا يعيب والده طالما في حدود الشرع .

ولكن كانت المفاجأة التي نزلت على أذن الشيخ كالصاعقة ، من هي هذه الفتاة التي أحبها ، إنها زوجة الشاب نفسه زوجة ابنة التي هي بمنزلة ابنته ، فكيف يكون ذلك ولقد طلب من ابنه أن يطلقها ليتزوجها هو وإلا سوف يطرده .

قال الشيخ أن هذا الرجل ما هو إلا مريضًا نفسي يعاني من انفصام الشخصية ، إذ كيف يستوي أن يكون الرجل الصالح ، الذي لا يترك صلاته ويخشى الله أمام الناس ، وهو من داخله يحمل تلك الأفكار المريضة إنه مما لاشك فيه مريضًا نفسي .

ولكن الشاب أكد على أن أبيه يتمتع بكامل عقله ، وأنهم يعيشون معه بنفس المنزل ولكن في طابق أعلى ، مما يتسنى له رؤية زوجة ابنه كل يوم ، فقال الشيخ للشاب أنه لابد أن يترك هذا المنزل هو وزوجته ، وإن استطاع أن يسافر خارج البلد ، حتى يتجنب المشاكل مع أبيه ، إذ أنه في النهاية أبية ولا يجب أن يتعامل معه إلا كما أمر الله ، كما أنه أمره أن يحسن إليه بالقول والفعل حتى يلين قلبه ويشعر بعظم فعلته .

ووعد الشيخ بأن يتواصل مع أبيه لينصحه ويعظه ويعرض عليه الزواج  بأخرى إن هو أراد ذلك طالما أنه ميسور الحال ، وفي النهاية نصح الشيخ الشاب أن لا يجعل زوجته تختلط ، بأصهارها الرجال إلا في وجوده فقد حذرنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، في حديثه الشريف وقال ( الحمو الموت ، الحمو الموت ، الحمو الموت ) . أي أن إخوة الزوجة لا يجب أن تختلط مع إخوة زوجها الرجال مهما كانت الأسباب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *