كانت هناك إبريقة شاي ، فخورة بنوع الخزف الصيني المصنوعة منه ، فخورة بخرطومها ، فخورة بمقبضها العريض ، فلديها من الأمام بروز ومن الخلف أيضًا ، الخرطوم في المقدمة والمقبض في الخلف ، ولكن الإبريقة لم تذكر شيئًا عن غطائها الذي كان مكسورًا وملحومًا .
السيدة إبريقة الشاي :
كان شيء ما في هذه السيدة ناقصًا ، ولا أحد يفضل الحديث عما ينقصه ، هذا ما يقوم به الآخرون بدلاً عنا ، الأكواب وعاء الحليب ، وعاء السكر وطقم الشاي يتذكرون جيدًا عيب الغطاء ، ويتحدثون عنه ، أكثر مما يتذكرون عن المقبض الجيد والخرطوم الرائع ، كانت السيدة إبريقة الشاي تعلم ذلك .
أنا أعرفهم ! قالت إبريقة الشاي لنفسها : وأعرف نقصي جيدًا أيضًا ، وأعترف به ، وهنا يكمن ذلي وتواضعي ، نحن جميعًا لدينا نواقصنا ، ولكن المرء له أيضًا مواهبه ، الأكواب حصلت على أياد ، ووعاء السكر على غطاء ، أما أنا فقد حصلت على الاثنين ، وشيء آخر فوق ذلك .
والذين لم يحصلوا عليه في حياتهم أبدًا ، هو أني قد حصلت على خرطوم ، الأمر الذي يجعلني الملكة على طاولة الشاي ، وعاء السكر واناء الحليب سمح لهما أن يكونا في خدم الشاي الراقي ، ولكن أنا هي المانحة ، الناصحة أنشر البركة على الإنسانية العطشى ، في داخلي تعامل أوراق الشاي الصينية في ماء فائز خال من الطعم .
وقوع إبريقة الشاي وكسرها :
كل هذا كانت ابريقة الشاي قد قالته في سنوات شبابها الجريئة ، وقفت على الطاولة المعدة وقد تم حملها من قبل أرفع وأرقى الأيادي ، ولكن أرفع وأرقى الأيادي كانت عسرًا ، فوقعت السيدة إبريقة الشاي ، وانفصل الخرطوم وسقط المقبض ، أما الغطاء فلا يستحق أن يتحدث عنه ، فقد قيل بما فيه الكفاية .
سقطت إبريقة الشاي على الأرض مغميا عليها وسال الماء المغلي منها ، كانت وقعة شديدة على الأرض تلك التي تعرضت لها والأسوأ من هذا أخذوا يضحكون ، لقد ضحكوا عليها ، وليس على الأعسر .
ذكرى الحادث الأليم لإبريقة الشاي :
سأبقى حبيسة هذه الذكرى أبدًا ، تقول ابريقة الشاي كلما تحدثت مع نفسها عن حياتها منذ الحادثة ، صاروا يدعونني بالمعوقة ، لقد ألقوا بي في زاوية من البيت ، وفي اليوم التالي ، منحت إلى امرأة تتسول الطعام ، فهويت إلى فقر مدقع وتشوش فكري !
حياة جديدة :
ولكن حياتي الأفضل بدأت من حيث تركت ، كما نعلم فالمرء اليوم هو غيره في اليوم الثاني ، فقد وضعوا التراب في داخلي ، الأمر بالنسبة إلى إبريقة الشاي كما لو كان يوم دفنها ، ولكن في هذا التراب وضعت بصلة زهرة ، من الذي وضعها ؟ من الذي منحها ، لا أدري ولكنها منحت عوضا عن أوراق الشاي ، الصينية والماء المغلي ، تعويضا عن المقبض والخرطوم المكسورين.
زهرة البصل وابريقة الشاي :
وبقيت البصلة في التراب ، صارت في قلبي النابض ، مثل هذا الشعور لم يكن لدي من قبل أبدًا ، وكأن حياة بعثت فيّ ، أخذت حركة نشطه تمور في داخلي ، تسارع النبضة وإذا بالبصلة تدفع أول براعمها.
وقد أوشكت أن تنفجر من الأفكار والمشاعر فتفتحت البراعم عن أزهار ، لقد رأيتها حملتها ، ونسيت نفسي في جمالها ، مبارك هذا الذي ينسى نفسه في الآخرين ! لم تشكرني ، لم تفكر بي ، نالت الإعجاب والثناء لنفسها ، كانت بغاية الفرح من أجل ذلك ، والبصلة بالتأكيد أكثر فرحًا .
نهاية إبريقة الشاي :
وذات يوما رأورها أنها تحتاج اصيصًا أفضل ، فجاء أحدهم ليكسرني نصفين ، لقد كان ألمًا مبرحًا ، فالزهرة وضعت في أصيص أفضل ، أما أنا فقد تم رميي في الفناء الخلفي ، ملقاة ككسرة زجاج قديمة ، ولكني أملك الذكريات ، ولن يأخذها أحد مني .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر