قصة حروب غريبة

كان لوقوع بعض الحروب آثارًا مختلفة على مر التاريخ ، فليست كلها قد وقعت لأسباب قوية ، والبعض منها وقع لسوء تفاهم أو قلة خبرة أيضًا ، بينما وقع البعض الآخر دفاعًا عن أشياء مقدسة ، مما جعل الكثير من الحروب غير منطقية ، وفقًا لما رواه المؤرخون بشأنها .

حرب الباراجواي .. عندما تبيد بلدًا كاملًا :
قد لا يصدق البعض أن حرب الباراجواي ، قد اندلعت بسبب إعجاب فرانسيسكو سولانو لوبيز ، رئيس باراجواي بنابليون بونابرت ، الفرنسي حتى أنه قد فكر في أن يصبح قائدًا عسكريًا عظيمًا مثله ، فقام بشن حرب من أجل ذلك في عام 1864م .

ومن المفارقات أن باراجواي كانت دولة مستقلة ، ومستقرة على الرغم من خلفية حاكمها العسكرية ، إلا أنه قد أتى في إحدى المراحل ، وفرض على دولته الاعتماد على موارد لدولة الداخلية فقط ، ومن ثم الانعزال عن أمريكا الجنوبية ككل ، وذلك حتى لا تتعرض دولته للتدخل في شؤونها الداخلية ، من قبل الدول المجاورة .

وفي تصرف مفاجئ أعلن لوبيز الحرب على كل من البرازيل والأرجنتين والأرجواي ، حيث كانت البرازيل تقدم الدعم في البداية لدولة الأرجواي ، التي كانت حديثة الإنشاء في هذا الوقت ، إلا أن إعلان الحرب ضد البرازيل ، دفع الدولتان للاتحاد وانضمت لهما الأرجنتين ، عقب مرور بضعة أشهر من اعتداء لوبيز عليهما .

في تلك الحرب انسحقت قوات الباراجواي والتي كانت من المفترض ، أنها أكثر عدة وعتاد وتدريبًا ، ولكن هذا الجيش كان قد أعياه القتال في غضون عامين ، وانقلبت كفة المعركة حيث احتلت البرازيل باراجواي ، إلا أن لوبيز لم ينسحب ، وإنما استمر في القتال لحوالي أربعة أعوام أخرى ، في حرب كلفته الكثير هو وبني وطنه فتدمر الوطن وتخلى عنه كل من حوله وأعلنوا الاستسلام ، فألقت القوات البرازيلية القبض على لوبيز وبعض أعوانه .

ولم تكن القوات البرازيلية تنوي قتل لوبيز ، إلا أن الأخير أخذ يصيح ويكرر أنه يرغب في الموت ، فداء لوطنه فأطلق عليه أكثر من خمسين جنديًا الرصاص ، فأردوه قتيلاً وتفرقت دمائه بينهم ، ولم يؤكد أحدهم عدد من قتلوا خلال تلك الحرب الغريبة ، التي شنتها بارجواي ولكن قدرت الخسائر فيما بعد ، بما يقدر بـ 90% من مجموع السكان المحليون ، حتى أن البلاد قد احتاجت إلى سنوات طويلة من أجل استعادة عافيتها مرة أخرى .

حرب كرة القدم .. سأهزمك على أرضية الملعب وسأقتلك بعدها :
في عام 1969م اندلعت حربًا بين كل من ، السلفادور وهندوراس في أمريكا الوسطى ، والتي اشتهرت باسم حرب المائة ساعة ، حيث استمرت وقائعها لمدة أربعة أيام متواصلة فقط !

وتعود القصة إلى صعوبة الهجرة من وإلى البلدتين ، وتراجع أحوال التجارة أيضًا ، والتي كانت خامدة لفترة من الوقت ، حتى المباراة التي التقت فيها الدولتان ، إبان تصفيات كأس العالم عام 1970م .

كانت الدولتان قد التقتا حوالي ثلاثة مرات ، خلال كأس العالم عام 1970م ، وكانت الأولى على أرض دولة هندوراس ، والتي جنت فيها فوزًا بهدف مقابل لا شيء ، شهدت خلالها المباراة بعض المشاغبات ، ولكنها كانت أقل سوء من المرة الثانية ، التي لم يخلد فيها فريق الهندوراس بالنوم في تلك الليلة ، حيث اكتشف اللاعبون وجود قاذورات في غرفهم بالفندق ، واشتعل غضبهم عندما بدأت المباراة ، والتي كانت قد أقيمت هذه المرة على أرض السلفادور .

بدأت المباراة وكان لاعبو الهندوراس فاقدين للتركيز ، وهزموا في تلك الليلة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء ، وأقر مدير المنتخب بأن اللاعبين قد هزموا نتيجة انشغالهم ، بكيفية الخروج من تلك الدولة المتنمرة بهم وهم على قيد الحياة .

وكانت المباراة الثالثة الحاسمة للأمر ، على أرض المكسيك حيث فازت فيها السلفادور بثلاثة أهداف ، مقابل هدفين صعدت بهم إلى كأس العالم مما دفع هندوراس بقطع العلاقات رسميًا مع السلفادور ، مما دفع السلفادور إلى شن حربًا جوية على هندوراس ، حيث دمرت الأخيرة قرى كاملة وراح ضحية هذا القصف ، أكثر من ثلاثة آلاف جنديًا ، وأكثر من نصف مليون مدنيًا ، ودمرت معظم أجزاء الدولة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *