في مدينة من المدن الصغيرة التي تنتشر في أرجاء الهند ، كان يعيش صائغ للذهب يدعى شيفارا مع أسرته حياة بسيطة وهادئة ، وكان هذا الصائغ ماهرًا جدًا في صناعة المجوهرات النادرة والتأكد من حقيقتها ، حيث كان يعمل منذ صغره في محل كبير لصياغة المجوهرات الثمينة .
ولكن تغير الحال بأسرته بعد أن توفى وهو عائد من عمله في حادث سيارة ، حيث أصبحت العائلة في ورطة مالية كبيرة من بعده ، فقد مات في سن صغيرة دون أن يستطيع جمع الأموال التي تكفل لهم عيشة كريمة .
لذا اضطرت الزوجة إلى التفريط في قلادة من الياقوت أهداها لها زوجها شيفارا ، فأحضرت القلادة وقالت لابنها خذ هذه القلادة إلى متجر عمك ، واطلب منه أن يبيع لك هذه القلادة ويعطيك مقابلها بعض المال .
فذهب الصبي إلى عمه مع القلادة ، وطلب منه أن يشتريها منه أو يبيعها له في متجره ، كي يحصل على بعض المال ثمنًا لها ، لأنه لا يوجد في المنزل طعام ولا شراب ، فأخذ العم القلادة وتفحصها جيدًا.
ثم قال لابن أخيه : يا بني اذهب إلى أمك وأخبرها أن السوق الآن ليست على ما يرام ، ويجب أن تنتظر لبعض الوقت حتى تحصل على سعر أفضل لهذا العقد ، وأعطاه عمة بعض المال وطلب منه أن يأتي في اليوم التالي ، لكي يعمل معه ويتعلم منه مهنة الصياغة .
وبهذه الطريقة يمكنه كسب المال ومساعدة أسرته دون الحاجة لقريب أو بعيد ، وبالفعل حضر الصبي في اليوم التالي ليتعلم مع عمه مهنة الصياغة ، وكشف الأحجار الكريمة ومعرفة أسرار المهنة ، وكان الصبي بالذكاء الذي جعله يتعلم مهنة الصياغة سريعًا .
حتى أنه أصبح جيدًا يومًا بعد الأخر ، وتعلم فحص المجوهرات والأحجار الكريمة بسهوله وأصبح يتقن الأمر ، حتى أنه أصبح معروفًا والجميع يأتيه من كل مكان ، للحصول علي المجوهرات أو لفحص مصوغاتهم ومعرفة قيمتها أو حتى استبدالها .
وبعد فترة من العمل ، جاء إليه عمه وقال له : اذهب إلى أمك وأخبرها بأن السوق الآن جيد ، ويمكنها بيع القلادة والحصول على ثمن مناسب ، فذهب الصبي إلى البيت وسأل والدته عن قلادة الياقوت ، فأحضرتها له وقام الصبي بفحصها ، ولكنه تفاجئ لكونها وهمية وليست ذات قيمة .
فذهب الصبي إلى المتجر في اليوم التالي دون أن يأخذ معه القلادة ، وعندما وصل سأله عمه عن العقد ؟ فقال له الصبي لم أحضر العقد معي لأني بعد فحصه تأكدت أنه بلا قيمة ، ولكن أخبرني يا عمي أمرًا لقد كنت تعرف أن تلك القلادة مزيفة وليست لها أي قيمة .
وعلى الرغم من ذلك أخبرتني أن أنتظر لفترة حتى يتحسن السوق ويزداد سعرها فلماذا فعلت هذا ؟ فأجاب العم الذكي قائلًا : في المرة الأولى التي جئتني فيها ومعك العقد ، كنت في احتياج شديد للمال ، ولم تكن تعرف شيئًا عن المجوهرات ، فتوقعت أنك كنت ستظن في السوء ، وتعتقد أني أكذب عليك إن قلت لك أنها مزيفة .
كما أني كنت أريد منك أن تتعلم المهنة لتساعد عائلتك ، وها أنت الآن عرفت الحقيقة وتعلمت المهنة ، واستطعت بمهارتك أن تساعد عائلتك ، وهذا ما كنت أتمناه ، أنا حقًا في غاية السعادة بك يا بني .
القيمة المستفادة من القصة :
دون العلم والمعرفة نميل دائمًا إلى سوء الفهم ، وتخريب العلاقات بين الناس لذلك يجب أن نفكر بحكمة وروية .
القصة مترجمة عن : PRICE OF NECKLAC
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر