في القرية الصغيرة حيث يعيش العم بركة وأسرته الجميلة ، كانت القطة أمينة تعيش برفقته ، يعطف عليها ويطعهما ، ويغدق عليها من حنانه وكان لا يؤذيها ، ويطلب من الجميع أن يكونوا بمثل عطفه معها ، فكانت زوجته أيضًا تعاملها بالحسنى ولا تؤذيها وكان أولادهما يلعبون مع القطة أمينة ويمرحون سويًا .
وفي المقابل كانت القطة أمينة تحمي أموال العم بركة بكل حب وتقدير ، حيث كان العم بركة يزرع القمح ، وعقب أن يحصد ما زرعه يبيعه للتجار ، ليقوموا بتوزيعه على الخبازين ليصنعوا منه الخبز حتى يأكل أهل القرية ، وينعمون بهذا الخير الذي أرسله لهم الله .
وكان العم بركة يقوم بتخزين ، نصف ما حصده من قمح داخل مخزن خاص به ، من أجل أن يطعم منه زوجته وأولاده ، وكانت القطة أمينة تحرس القمح بالمخزن ، حيث تقف دائمًا أعلاه ، لتراقب الفئران الطامعه في أكل القمح .
ومن بين الفئران العاشقة في أكل القمح ، كان الفأر فرفور هو الذي يسكن بالقرب من مخزن القمح ، ولكنه كان كسولاً ولا يرغب في البحث عن الطعام ، لذلك فكر في أن يذهب إلى مخزن عم بركة ، ويأكل مما يخزنه من قمح ، ولكن كلما ذهب إلى المخزن وجد القطة أمينة ، تقف له بالمرصاد وتترقب خطوات أي فأر يقترب من المخزن لتصطاده بكل مهارة .
فكر فرفور فيما يجب عليه أن يفعل ، فالمخزن ممتليء بالقمح الشهي ، وهو يرغب في التهامه كله ، فقرر الفأر فرفور أن يهبط إلى منزله أسفل المخزن ، ثم يقوم بقرض السقف لتهبط منه الحبوب ، ولا تراه القطة أمينة .
بدأ فرفور ينفذ مخططه ، وظل يقرض السقف الخشبي بأسنانه البارزة ، حتى استطاع أن يصنع فتحة صغيرة بدأ حبات القمح ، تهبط منها فوق رأسه الواحدة تلو الأخرى ، ولكن فرفور كان طماعًا فلم يكفيه أن تهبط حبة واحدة في كل مرة ، وقال محدثًا لنفسه ، لم لا تهبط الحبوب بالخمسة أو السبعة أو العشرة حتى وقرر أن يقرض السقف أكثر ويصنع فتحة أكبر .
هذا الطمع الذي راود فرفور وجعله يقرض الخشب أكثر ، كان هو السبيل لنهايته حيث بدأت حبات القمح ، تهبط عليه بكثرة شديدة ، ولم يكتف بها بل ازداد طمعًا ، لتهبط القطة أمينة فجأة فوق رأسه ، وهي تبتسم له ابتسامة شرسة وواضحة للغاية وتقول له بانتصار أنت جنيت على نفسك بسبب طمعك ، والعم بركة رجل أصيل وأنا أمينة على مخزنه ، وقمحه وماله ولذلك سوف أقوم بمهمتي ، وأقتص له ممن سرق قمحه وأكله ، بطمع ولم يكتف بحبة واحدة ، ثم انقضت القطة أمينة على الفأر فرفور وافترسته ، وهي تقول هذا عقاب الطماع وجزاؤه .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر