كان سوراج طالبًا في الصف الخامس الابتدائي ، كان مواظبًا على الدراسة وملتزمًا في الصف ، ولكن بين الحصص كان يقف لتبادل النكات مع الأصدقاء ، ويعود إلى مكانه بمجرد حضور المعلم .
وحدث ذات مرة أثناء وجود المعلم بالفصل ، وطرحه لبعض الأسئلة على الطلاب أن وقع موقف محرج لسوراج ، فقد كان لا يستطيع التحكم في مثانته في بعض الأحوال ، لذا تبلل سرواله وشعر بالخجل الشديد .
وأخذ يتخيل كيف سيفكر فيه زملاؤه إن رأوه على هذه الحال ، لا شك أن سرواله المبلل سيكون موضوعهم الساخن ، وسيتحدث عنه الجميع وينظرون له بامتعاض شديد ، كما أن الفتيات في الصف لن ينظرن إليه أبدًا كصديق .
كان خيال سوراج يمضي به بعيدًا ، وتخيل كل الأشياء السيئة التي من الممكن أن تحدث ، وأثناء ذلك لاحظ معلم الرياضيات نوعًا من عدم الارتياح يبدو على ملامح سوراج ، فظل يراقبه لمدة 10 دقائق ليتبين ما به من المتاعب ، ولكن سوراج لاحظ ذلك وحاول أن يتصرف بشكل طبيعي .
ولأنه كان مضطرب شعر بضربات قلبه تتزايد بشدة ، وأحس أن قلبه سيتوقف فجأة عن الضخ من شدة قلقه ، وناشد الله بصمت قائلاً : إلهي العزيز عليك أن تساعدني في 5 أو 10 دقائق فأنا في حاجة ماسة لك ، و إلا سأكون ميتًا رجاءًا أنقذني يا رب.
شعر المعلم مرة أخرى أن سوراج يبدو مضطربًا فنظر إليه ، فابتسم سوراج لكي لا يلحظ المعلم ما به ويكتشف أمره ، ولكن نظرات المعلم تلك جعلت كيران صديق سوراج يتنبه له ، ولقرب مقعده من سوراج استطاع رؤية سروال صديقه الرطب .
فطلب من المعلم السماح له بالشرب ، فوافق وحينما جلب كيران زجاجة الماء توجه إلى مقعده ، وأثناء مروره بمقعد صديقه سوراج تعمد إسقاط الزجاجة عليه ، فانسكب منها الماء على ملابس سوراج .
صدم الجميع وهرع المعلم لمساعدة سوراج ، وأحضر كيران منشفة من غرفة الموظفين ، كما قام أصدقائه بتنظيف مقعده ، وذهب واحد منهم لإحضار بعض الملابس الرياضية من صالة الألعاب ، ليلبسها سوراج ريثما تجف ملابسه .
الجميع بدلاً من أن يسخر من سوراج أصبح متعاطفًا معه ، وعلى الرغم من أن المعلم وبخ كيران على إهماله و عاقبه لإسقاطه الزجاجة على زميله ، إلا إنه لم يحزن فقد فعل هذا عن عمد ، حتى ينقذ صديقه من الوقوع في الحرج .
وبطبيعة الحال صار سوراج مرتاحًا جدُا بعد كل ما حدث ، ونظر إلى صديقه كيران الذي وقف بصمت في زاوية الفصل نظرة امتنان ، وبعد أن حان وقت انتهاء الدوام المدرسي ، اقترب سراج من كيران وشكره من كل قلبه .
واعتذر له عن توبيخ المعلم له ، ولكن كيران ابتسم في هدوء وقال له : لا داعي للشكر بين الأصدقاء ، فقد كنت في موقفك منذ أشهر قليلة ووجدت أيضًا من يساعدني ، لذا لا تشكرني فقد فعلت ما يحتمه عليّ واجب الصداقة .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر