ترتبط الحكمة بالمثل الشعبي منذ نشأته وتكوينه ، والأمثال الشعبية هي نتاج تجارب الناس وخبرتهم ، وتعتبر هي أحد عناصر الثقافة العامة لدى نسيج المجتمع مهما اختلفت طبقاته ، وقد ضرب هذا المثل في تمايز الناس واختلافهم ، وقلة قناعتهم بما يقدم لهم ؛ فرضا الناس غاية لا تدرك .
قصة المثل :
يقال أن جحا ذات يوم خرج وابنه ومعهم الحمار في طريقهم إلى السوق ، وأراد جحا أن يخفف عن الحمار ؛ فلم يركب لا هو ، ولا ابنه ، فلما مروا بجماعة من الناس ، سمعهم يقولوا يا لهذا الرجل اللئيم يوفر ماله ويشقي نفسه ويمشي هو وابنه على الأرض تاركين الحمار !
فركب جحا وابنه الحمار ، ومرا بجماعة أخرى ، فلما رأوهم ، قالوا يا لهؤلاء الرجال ، إنهم قساة القلب ، منعدمي الرحمة ، يركبون الحمار سويًا ، ولا يكفيهم أن يركب واحد منهم ؛ كي لا يشقى الحمار !
فلما سمع جحا وولده هذا الحوار ، نزل الابن ، وظل جحا راكبًا على ظهر حماره ، وولده يمشي خلفه ، ومروا بجماعة أخرى ، فلما رأوهم قالوا : ما هذا الأب القاسي الذي يترك ولده يمشي خلفه ، ويركب هو ليظل مرتاحًا منعمًا !
فلما سمعهم جحا نزل من على حماره ، وجعل ابنه يركب مكانه ، وظل هو يمشي خلف الحمار ، فلما مر بجماعة أخرى قالوا يا لا هذا الابن العاق ، كيف يركب هو على الحمار ، ويترك أبوه المسن يمشي خلفه ! ، بعدها قال جحا لابنه : أرأيت بابني إن رضا الناس غاية لا تدرك ، فلا شيء يعجبهم مهما فعلت .
العبرة من المثل :
لا تحاول إرضاء الناس لأنهم مهما فعلت لهم لن يرضوا ، ولن يروك كما تريد ، ولكن فقط ارضي الله سبحانه وتعالى أولًا ثم نفسك ثانيًا ؛ لأنك إن أرضيت الله سبحانه وتعالي ؛ أرضيت باقي الخلق ؛ فمن يحبه الله ، يحبب فيه كله خلقه أجمعين .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر