المخترع هو المهندس البريطاني السير هنرى بيسيمير Henry Bessemer ، من مواليد مدينة لندن عام 1813م – وتوفى عام 1898م ، كان مهندسًا ومخترعًا ومن رجال الأعمال الانجليز ، وله العديد من المخترعات ، ولكن اشتهر اسمه بعد قيامة بعملية بيسيمير لتصنيع الصلب .
حياة المخترع :
لقد عمل العديد من المخترعين بأشياء كثيره ، ومنهم هنرى بيسيمير ، فلقد قام هذا العالم فى حياته بالعديد من الاختراعات المفيدة النافعة ، كان والد هنرى يمتلك محلًا تجاريًا خاص به يعمل فى صناعة السلاسل الذهبية وأحرف الطباعه .
وبالتالي كان هنرى يساعد والده ، فكان يعمل معه بيده وكانت صناعة النماذج هوايتة المفضله ، وعند بدء هنرى فى دراسة الهندسة ، قام والده بشراء مخرطة صغيرة له وآلات أخرى ، تساعده على صناعة الأدوات المعدنية التي يحتاجها فى صناعته .
وبعد أن أكمل هنرى السابعة عشر عامًا ، انتقل إلى العيش بمدينة لندن وافتتح محل تجاري خاص به ، وكلما كانت يزيد انتاجه ، كان يخترع أشياء جديدة ، فاخترع وسيلة لختم الاوراق ، ونوع جديد من الأقلام الرصاص ، واخترع مادة جديدة لطلاء الذهب .
وفي عام 1840م عندما بلغ هنرى السابعة والعشرين من عمره ، كان قد كسب الكثير من مخترعاته ، وفي ذلك الوقت اتجه هنرى لصناعة مدافع للجيش ، ففكر هنرى أنه من الممكن ذلك فى حال تغيير شكل المدفع أو تغير طريقة صنعه .
ولكن بعد أن ذهب هنرى ورأى المدافع فى المرامي التي تختبر بها ، وجد أن المشكله الحقيقية كانت فى نوعية الحديد المصنوع منه معظم المدافع ، فقد كان حديد هش سهل الكسر لحد يجعل المدفع ينفجر فى حال استخدمت به كمية كبيره من البارود .
تحديثه لاختراع الصلب :
وجد هنرى أنه لصناعة مدافع جيدة ومتينة لابد من تصنيعها من مادة الصلب ، ومادة الصلب أقوى من الحديد الزهر العادى ، وهذا مع إمكان لفه وطرقه وهو ساخنًا ويشكل به عدة صور ، وهذا من ضمن أسباب غلو سعره ، حاول هنرى أن يجد وسيلة تيسر له صنع الصلب ومن ثم يستطيع صناعة ما يشاء من المدافع .
كان قد توفر لهنرى مال كافى فقام بإنشاء مصنع صغير له وبدأ بها تجاربه ، ليحول الحديد إلى الصلب ، وانتفع بحقيقة وصل إليها غيره ، هي أنه لو نفخ تيار هوائي على الحديد وهو مذاب لجعل الهواء النيران أسرع احتراقًا .
والفكرة هنا أن هذا التيار الهوائي كلما يزيد سرعة احتراق النار ، فإنه يبعد الكربون وينتج عن ذلك أن الطبقة العليا من الحديد سوف تتحول إلى صلب نقي خالص من الكربون ، ولكن هنرى قرر أن يمرر التيار الهوائي على الحديد المذاب داخل فرن ليري ماذا سيحدث .
وبالفعل حدث أنه تحول كله إلى صلب ، وسجل هنرى طريقته هذه فى صنع الصلب واجتمع مع عدد من العلماء ليسجل محاضرة عن طريقته المستحدثه فى صنع الصلب ، وبالرغم من أن معظم العلماء ناقشوه ، فيما قاله عن الطريقه المستحدثه ، إلا أن منهم لن يصدق الأمر ، حتى بعد أن أخذهم إلى مصنعه الخاص وقام بتصنيع الصلب أمام أعينهم من الحديد الخام .
ولكن المعنيين بصناعة الحديد اهتموا بالأمر واتفقت معه خمس شركات أن تعطيه ثمن استخدام اختراعه ، وكان هذا مرضيًا جدًا لهنرى ، لأنه أراد أن يترك صناعة الصلب ويتفرغ لصناعة اختراعات أخرى .
ولكن صدرت عدة شكاوي من الشركات أن الحديد لم يتحول إلي صلب ، حتى فى مرحلة الظهر المطاوع ، وهي المرحلة الوسطى من تحويل الحديد إلى صلب ، وتلك الأخبار السيئة جعلت هنرى يبدأ تجاربه من جديد ليعرف أين الخطأ .
فأخذ على مدار سنتين العمل على الاختراع فقام بزيادة طريق النفخ وأحيانًا شكل المنافيخ وقام بإضافة مواد أخرى لكن كان تنجح التجارب احيانًا ، وتفشل احيانًا أخرى ولا يوجد سبب واضح أمامه .
وفى يوم وصلت لهنرى رسالة من رجل سويدي اسمه جورانسون ، هذا الرجل يعمل في صناعة الصلب وحدثه فى الرسالة أنه يسير على خطواته وتعليماته فى الصناعه ، ويتحول الحديد كله إلى صلب بنجاح ، وهنا علم هنرى من خلال الرسالة سبب فشل تجاربه .
بل سبب فشل الشركات التى تعاقدت معه للاستفادة بتجاربه ، وذلك يرجع إلى نوع الحديد ، لأن حديد السويد من أنقي أنواع الحديد ، وهو ما ينجح التجارب ، وراح يحدث هنرى الشركات عن ما اكتشفه والسبب وراء فشل التجارب فى المرة السابقه ، لكن للأسف لم تستجب معه الشركات ورفضت إقراضه مرة أخرى.
هنا اتخذ هنرى خطوة جريئة حيث قام بالاستعانة بماله كله ومال من بعض أصدقاءه وأنشأ مصنع لتصنيع الصلب ، وبعد مرور عام وقيام هنرى بتجارب حتى صار يبيع هنرى الصلب بنصف الثمن ، التي تبيع به الشركات المنافسه ، بل وكانت تلك دليل على نجاح اختراعه ، فأسرعت الشركات للاتفاق معه ، ومنحته ملكة انجلترا لقب (السير هنرى بيسيمير) .
اختراع ناطحات السحاب:
يرجع الفضل لهنرى باختراع الصلب ، الذى مكن المهندسين من إنشاء المدن الحديثة العظيمة فى أمريكا ، ولكن من قام باختراع المباني المرتفعة هو المخترع جورج فولر ، ولكنه مرض مرضًا شديدًا ، وتوفي قبل أن يرى اختراعه على أرض الواقع .
حيث قام جورج فولر بشراء قطعة أرض ، فى برودواى فى نيويورك وسط منطقة تتسم بأنها حي للعمل ، فكان المكان مناسب جدًا لإنشاء مبنى عالية جدا ، كل طابق فيه يكون مكتب يضمن اكبر عدد من رجال الأعمال لتقليل التكلفة والضرائب .
وكان لابد أن ينشئ مبنى مرتفع جدًا لا مثيل له ، وعمل باستخدام الصلب الرخيص الثمن والذي قام باختراعه هنرى بيسيمير ، في البناء بدلًا من الحديد المفرغ ، وبدأ يضع تصميم لأعلى مبنى خطر لإنسان أن ينشئه .
وظن الجميع أنه سيفشل وأنه عند اصطدام رياح شديدة بالمبنى سوف يفنى ، ولكن تابع جورج فولر قياس الأوزان وراح يعلو بالبناء كلما وجد النتائج صحيحة وتحقق صدق نظريته ، وفى عام 1902م ، بعد أن توفي جورج فولر ، بسنتين تم الانتهاء المبنى بارتفاع واحد وعشرين طابق ، وكان أول ناطحة سحاب بمدينة نيويورك ، وبعدها بدأ كل فرد بإنشاء ناطحة سحاب فقد تم اثبات إمكانية فعل ذلك .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر