كان هناك ثلاثة أشقاء يعيشون معًا في كوخ صغير بجوار الغابة ، الأول يُدعى صموئيل والثاني تيموثي والثالث زاندر ، كان الثلاثة مجتهدين وصادقين ، كانوا يعملون كل يوم بالغابة بقطع الخشب ، ويذهبون بعدها إلى السوق ليبيعوه بسعر مناسب .
كي ينفقوا على أنفسهم ويستطيعون العيش ، وهكذا استمرت حياتهم على هذا النحو ، ولكن بعد فترة من الزمن أصبحوا غير راضين عن حياتهم ، فكل واحد منهم كان يريد أن يعيش بشكل مختلف.
وفى يوم من الأيام بينما كان الثلاثة عائدين إلى ديارهم من الغابة ، وهم يحملون جذوع الأشجار ، رأوا امرأة عجوز تسير بصعوبة وعلى ظهرها حقيبة تكاد تقع منها ، ولأنهم طيبين ورحماء اقتربوا من المرأة العجوز وعرضوا عليها حمل الحقيبة .
وبالفعل تبادلوا حملها طوال الطريق إلى منزلها ، فابتسمت لهم وأعربت عن امتنانها لهم ، وأخبرتهم أن الحقيبة تمتلئ بالتفاح الذي جمعته من الغابة وأعطتهم ليأكلوا منه ولكنهم كانوا متعبين بعد يوم عمل شاق فجلسوا معها ليستريحوا .
تلك المرأة لم تكن شخصًا عاديًا ، فقد كانت لديها قوى سحرية خارقة ، وقالت لهم أريد أن أكافئكم على ما فعلتم معي اطلبوا ما تشاءون وسأحققه لكم ، فأخبروها أنهم لم يعودوا سعداء وهذا يسبب لهم القلق .
فسألتهم المرأة عما يمكن أن يجعلهم سعداء ؟ فأجاب صموئيل إن ما سيجعله سعيد ، هو قصر رائع به الكثير من الحشم والخدم الذين ينفذون أوامره ، ولا يجعلونه يقوم بأي عمل شاق أبدًا ، وقال أن هذا ما سيجعله في غاية السعادة .
أما تيموثى فقال : أريد مزرعة كبيرة مع الكثير من الحصاد الذي سيجعلني غنيا ، فهذا ما سيجعلني غاية السعادة ، ولن أقلق أبدًا ، وقال زاندر : أما أنا فأريد زوجة جميله جدًا ، وكل يوم بعد عودتي إلى البيت عندما انظر لوجهها الجميل سوف أنسى كل همومي ، فقالت العجوز : لكم كل ما تمنيتم ، وعند عودتكم إلى دياركم سوف تجدون كل ما تمنيتموه .
لم يتخيل الأشقاء الثلاثة أن هذا سيحدث أبدًا ، ولكن بالفعل عند العودة إلى ديارهم ، وبجانب كوخهم الصغير كان هناك قصر ضخم وبه الكثير من الخدم في انتظار صموئيل ، وعلى مسافة قصيرة من القصر ظهرت أراضى زراعية صفراء مليئة بالقمح والخير تنتمي لتيموثي .
وفي تلك الأثناء اقتربت فتاة جميلة للغاية من زاندر ، وقالت له أهلا بك زوجي ، كان الإخوة الثلاثة في غاية السعادة وتكيفوا مع نمط الحياة الجديد ، ولكن صموئيل بعد فترة أصبح كسولًا في قصره الكبير وأهمل الخدم والقصر وأصبح في حالة من القلق والملل .
وتيموثي أيضًا لم يعد يهتم بالحقول ، وأصبح المحصول قليلًا وصار القلق رفيقًا له هو الأخر ، ولم يختلف حال زاندر كثيرًا عن إخوته فلم يعد سعيدًا مع زوجته وكثرت المشاكل بينهم ، وكانوا جميعًا غير راضين عن حياتهم .
وفي يوم من الأيام قرر الثلاثة الذهاب مرة أخرى إلى المرأة العجوز ؛ لتخبرهم عن سر السعادة وكيف يحققوها ؟ ، فذهبوا بالفعل وأخبروها عما حدث لهم ، فقالت لهم : أن سر السعادة يكمن في الرضا بما نملك وما منحنا الرب إياه .
فاقتنع الثلاثة بما قالت العجوز ، وعادوا إلى بيوتهم وكل شخص راضي بما لديه وعاد صموئيل يهتم بقصره وخدمه ، كما اهتم تيموثي بأرضه وزراعتها بشكل جيد ، واهتم زاندر أيضًا بعلاقته بزوجته وتحولت حياتهم إلى سعادة غامرة ، وعلموا أنه يجب عليهم شكر النعمة والرضا بما قسمه الله لهم ، لكي يتحقق سر السعادة الحقيقي في قلوبهم .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر