قصة البراءة المفقودة

البراءة المفقودة هي قصة حقيقية مخيفة عن فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا ، تقع ضحية لمفترس عبر الانترنت ، والقصة لفتاة تسمى اليسيا كوزاكيويتز تعرضت لحادث بشع غير مجرى حياتها وأصابها بانهيار عصبي حاد ، وها هي القصة كما تسردها إليسيا :

بدأت قصتي عندما كان عمري 13 عامًا وبالتحديد في عام 2002م ، كان لي شعر داكن أشقر وعيون زرقاء ، عشت مع أمي وأبى وأخي الوحيد في بيتسبرغ ببنسلفانيا ، كنت فتاة خجولة من الطبقة المتوسطة ، أكتب الشعر وأقضي أوقاتًا طويلة مع نفسي .

وكنت أحيانا أذهب للعب مع أصدقائي في الحديقة ، وأحيان كثيرة أود البقاء في المنزل واللعب على الكمبيوتر ، ليس فقط لساعة واحدة ولكن لساعات كثيرة ، حتى أني صنعت لنفسي ملفًا تعريفيًا على الياهو ، ونشرت صورة لي على حسابي الشخصي .

وذات مرة تواصلت على الياهو مع شاب يدعى غودسوفال ، كان ملف التعريف الخاص به جذاب وملفت ، فقد عبر فيه عن اهتمامه بالسحر والتنويم المغناطيسي والأساطير ،  بالإضافة إلى رغبته في أن يصبح رائد فضاء ، وهو مزيج غريب حقًا جعلني أهتم به .

كل ما أتذكره هو أني بدأت الدردشة على الانترنت مع هذا الشخص ، الذي افترضت أنه صبي في مثل عمري يشاركني نفس اهتماماتي ، تحدثنا سويًا عبر الانترنت لمدة 8 أشهر تقريبًا ، كان دائمًا يستمع لي ويهتم بكل ما أقول حتى صرنا متقاربين .

وفى يوم من الأيام قبل بداية رأس السنة الجديدة أصر على مقابلتي ، وبالفعل رتبنا للقاء وبعد العشاء أخبرت أمي أني سأخلد للنوم واتجهت إلى غرفتي ، حتى أنها تعجبت لأن هذا كان على غير عادتي ، ولكنني أخبرتها أني أشعر ببعض الإرهاق والتعب لذا سأبكر بالنوم .

وبعد انقضاء فترة من الوقت وحينما نام الجميع نزلت من نافذة غرفتي ، وذهبت إلى المكان المحدد للقاء ذلك الشاب ، وحدثتني نفسي بالعودة كثيرًا ، وحينما هممت بفعل ذلك سمعت شخصًا ينادى باسمي ، فنظرت إليه ولكني صدمت حين رأيته ، فلم يكن شابًا صغيرًا كما توقعت !

كان رجل يافع اقترب منى وأمسكني بقوة ، وبعدها قيدني من يدي ورجلي ووضع منديل على فمي ، وأدخلني بقوة إلى داخل سيارته ، ثم توجه مسرعًا خارج المدينة وبعد رحلة دامت 5 ساعات ، أخذني إلى منزله حيث سحبني إلى الأسفل  ، ووضعني بالأسر في زنزانة بقبو منزله .

كان القبو مرعبًا ، يمتلئ بأدوات التعذيب الغريبة التي قد تصيبك بالموت قبل أن تموت فعليًا ، وحينما دخلنا جردني من كل ملابسي ووضعني عارية في الأسفل ، وجاء بطوق كلب مربوط بسلسلة ووضعه حول عنقي ، وكانت السلسلة حديدية لم أتحمل وجودها ، ولكنه لم يبالي بصرخاتي.

كانت طويلة تسمح لي بالذهاب للمرحاض أو التجول في محبط الغرفة ، كنت أتعذب كثيرًا وأشعر بالخوف ، وكان هو يتلذذ بسماع صوت بكائي ، فكان يقول لي : اصرخي كيفما تشائين لن يعثر عليك أحد .

هذا الرجل الغريب البشع فعل بي ما يحلو له ، جوعني كثيرًا وضربني أكثر وعذبني حتى تمنيت الموت ،  والغريب هو أنه بث تعذيبه لي عبر الإنترنت ، فعلت كل ما أمرني به كي أعيش ، مهما كان مؤلم أو مثير للاشمئزاز ، فعلت ذلك من أجل البقاء على قيد الحياة .

وبعد أربعة أيام من التعذيب المتواصل أتى إليّ ذلك الوحش ، وقال لي وهو يضحك بطريقة هيسترية : الليلة نحن ذاهبون إلى الجحيم ، عرفت حينها أنه سيقتلني واعتقدت تمام الاعتقاد أنني لن أفلت منه أبدًا ، ثم خرج بعدها وأصبحت يائسة تمامًا من النجاة ، فكيف أهرب وأنا مقيدة بكل هذه السلاسل ؟

ولم يمضى وقت طويل حتى سمعت ضجيجا على الباب ، وسمعت صراخًا يقول افتح فلدينا بنادق ومدافع ؟ اعتقدت في البداية أنه أرسل من يقتلني أو يعذبني ، فتواريت أسفل السرير في محاولة للاختباء ، وبعدها رأيت رجل يقتحم الغرفة وخلفه جمع غفير .

وعندما نظرت إليه وجدت شارة مكتب التحقيقات الفيدرالية ، فشعرت بالحياة تتدفق إلى أوصالي وأدركت أنهم جاءوا لينقذوني ، فشكرت الرب على تخليصي من الأسر ، وحينما سألتهم كيف عرفوا بمكان وجودي ؟

أخبروني أنهم شاهدوا الفيديو عبر الانترنت ، وتتبعوا حساب هذا الشخص عبر أجهزتهم حتى وصلوا إلى منزله ، وقبضوا عليه في المدينة واعترف لهم بكل شيء وأخبرهم عن مكاني ،  كان يدعى سكوت وعمرة 38 عامًا ويعمل مبرمج كمبيوتر بفرجينيا .

وأخيرًا تم القبض عليه وأدين بجريمته ونال حكمًا بالسجن 19 عامًا ، أما أنا فبعد أربعة أيام من التعذيب المستمر ، تم جمع شملي مع عائلتي وعانيت من الكوابيس الرهيبة لفترة طويلة ، ولكن والدي حرصا على علاجي نفسيًا لأتخلص من ذكريات الماضي المؤلمة .

ولكن مثل تلك التجربة السيئة لن تمحى من ذاكرتي ما حييت ، فقد أرتني العالم الحقيقي ببشاعته ، ولكنى مازلت أتظاهر أمام الجميع أنني بخير ، ولكن الحقيقة أن الحادثة تركت بي جرحًا عميقًا لن يندمل .

ردّ واحد على “قصة البراءة المفقودة”

  1. قصة مؤثرة للغاية فيها عبرة “لا تثق بأحد! فصديق اليوم عدو المستقبل!!!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *