قصة مال حرام

عند غروب الشمس أوى ثلاثة لصوص عند مغارة قريبة من إحدى المدن وظلوا طوال الليل وهم يعدون خطة لسلب المال من أحد القرى ، وفي صباح اليوم التالي تنكروا في زي تجار أثرياء ، ومضوا إلى السوق وعندما بلغوا حانوت المرابي دخل أحدهم إليه وبقي الآخران يتحدثان بالخارج .

وعبر الذي دخل الحانوت عن حاجته الماسة للمال وقال للمرابي أرجو أن تقرضني ألف جنية فقال له حتى متى فقال شهرين ، فقال له إذن تدفع لي 2000 جنية عندئذ فقال له اللص لا بأس وعد المرابي المبلغ ودفع إلى الرجل صكًا وطلب منه إحضار شاهدين للتوقيع عليه ، وسرعان ما عاد اللص ومعه صاحباه فوثبوا على المرابي وكمموا فمه وربطوه بالحبال وأخذوا المال ومضوا مسرعين به إلى المغارة .

ولما دخل اللصوص المغارة بسطوا ما معهم من المال ، وأخذوا يعدونه ، قال أحدهم أقترح أن نشتري قصرًا نسكن فيه ، بدلًا من هذه المغارة الموحشة بل نكون شركة ونسافر ونكسب أمولًا نبني بها عدة قصور ، بل نذهب لنادي القمار فقد نكسب في ليلة واحدة ما تدره التجارة في شهور ، ومكثوا فترة يناقشون هذه الاقتراحات وغيرها إلى أن قال أحدهم بدأت أشعر بالجوع ، سوف أذهب للمطعم وأشتري طعامًا شهيًا ومشروبًا لذيذًا .

ولم يبلغ باب المغارة حتى أتمر به الآخران لكي يقتلاه ، وقال لكل منهما في نفسه سأظل ساهرًا حتى يغفو صاحبي فأقلته وظل المال كله لي وحدي أفعل به ما أشاء ، وجلس ينتظران وبعد قليل جاءهم باللحم المشوي والمشروب ولكنه لم يكن يدخل المغارة حتى وثب عليه فقتلاه ، ثم أكلا اللحم المشوي واحتسوا المشروب وكان اللص القتيل قد مزجه بالسم الفتاك فسقطا على الأرض جثتين هامدتين ولم يقم أحد منهم بعد إذن ، وبعد أيام جاءت الشرطة إلى المغارة فأخرجوا جثث اللصوص الثلاثة وقال  أحدهم المال الحرام لا يزول فقط وإنما يزيل أصحابه معه كذلك .