في إحدى قرى الهند البعيدة ، عاد المزارع ذات ليلة وهو يمسك بيده اثنين من الثيران ، اشتراهم من السوق وقرر الانتفاع بهم ، كان المزارع فرح لأنه لن يقترض ثانية من غيره ، ولأن مع وجود تلك الثيران يستطيع حرث أرضه بأنفسه ، وقد كان المزارع يخطط أيضًا لكسب المال عن طريق إقراض الثيران لزملائه المزارعون .
وفي اليوم التالي خرج المزارع من منزله ومعه الثيران ، وذهب إلى الحقل وحرثه بشكل كامل ، وبعدها ترك الثيران ترعى حوله وتأكل العشب ، وبينما هو كذلك نام تحت شجرة كبيرة ، وغلبه النعاس .
وفي تلك الأثناء كان بالجوار لص رأى المزارع النائم والثيران التي تأكل الكلأ ، فوجدها فرصة سانحة لسرقة الثيران ، وبعد أن فك حبلهم ساقهم أمامه ، وفي تلك اللحظة فاق المزارع من نومه ورأى اللص يهرب بالثيران .
فركض على الفور وأمسك به من عنقه ، وقال له : من أنت أيها اللص ، وكيف تجرؤ على سرقة ثيراني ، فقال اللص : ما هذا الهراء تلك الثيران لي ، وقد اشتريتها بالأمس من السوق .
فاندهش المزارع وتعجب من كذب اللص الذي يحاول الاحتيال على ثيرانه ، فقام بسحب اللص إلى قرية مجاورة ، ورفع دعوى ضده هناك ، ولكن اللص شديد الذكاء تقدم بدعوة مضادة هو الأخر .
فطلب القرويون من كل واحد منهم تقديم شهود على صحة كلامه ، فأظهر المزارع عجزه لأنه اشترى الثيران فقط بالأمس ، فلم يره الجيران وبالتالي ليس هناك من يتعرف عليهم ، كما فشل اللص أيضًا في الإتيان بشهود تؤكد كلامه ، فقرر القرويون في تلك اللحظة الذهاب لحكيم القرية .
وكان رجل فطن ذكي يشهد له الجميع بالحنكة ورجاحة العقل ، وبعدما قام القرويون بعرض تلك القضية عليه ، توجه الحكيم بالسؤال للمزارع واللص ، وبدأ باللص أولًا حين قال : ما هو الطعام الذي تناولته الثيران اليوم في الصباح الباكر ؟ فقال اللص : الأرز والخضر .
وبعدها توجه الحكيم للمزارع الذي قال : أنا رجل فقير ، وبالتالي لا أستطيع تقديم شيء لهم سوى العشب ، بعد ذلك أعطى الطبيب للثيران شرابًا ساعدها على القيء ، فأفرغت الثيران معدتها وظهر بها العشب ، فعلم الحكيم أن المزارع هو الصادق واللص هو الكاذب .
فقال الحكيم للص : إن السرقة عادة سيئة عليك أن تقلع عنها ، فقد تؤدي بك إلى الكثير من المشكل وربما السجن والموت ، فوعده اللص بعدم القيام بتلك السرقات مرة أخرى ، وتركه الحكيم بعد أن أقسم له بألا يستحل مال غيره .
ويعتمد على نفسه في كسب المال ، أما المزارع فعاد إلى أرضه وهو سعيد راضي بعودة ثيرانه ، وقرر ألا ينام مرة أخرى إلا بعد أن يرعى ثيرانه جيدًا حتى لا يقع في مزيد من المتاعب مع اللصوص .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر