يمثل المظهر حيزًا كبيرًا في رسم الصورة لشخص ما أو لشيء ما ؛ على الرغم من أن المظاهر قد تخدع وتكذب وتلون ؛ حيث قد تبدو براقة جذابة من الخارج بينما من الداخل سيئة أو قد تكون مُتعفنة ؛ لذلك حرصت الأمثلة والحكم لدى كل بلدان العالم على إطلاق جرس الإنذار لتنبيه هؤلاء الذين يهتمون بالمظهر ويتركون الجوهر .
ذكر الشعب الفرنسي مثلًا يوضح أن المظاهر قد تخدع الإنسان فيصدقها لذلك قال المثل الوارد باللغة الفرنسية “L’habit ne fait pas le moine” ، ويُترجم إلى اللغة الإنجليزية بمعنى : “The vestment does not make the monk.” ؛ ومعناه باللغة العربية أن الثوب لا يصنع الراهب ؛ وذلك لأن الرهبان يتميزون بارتدائهم لثياب معينة وذات شكل مميز ؛ وليس من الضرورة أن كل مَن يرتدي تلك الثياب يكون راهبًا ؛ فلربما يكون مُخادعًا أو ممثلًا أو غير ذلك .
يسعى المثل إلى ترسيخ معنى أن المظاهر ليست كلها بصدق رؤيتها ؛ حيث قد يرى الإنسان منزلاً جميل الهيئة من الخارج ؛ فيعتقد أنه قصر من الداخل ؛ ولكن حينما يدخله قد يجده قبرًا ؛ وهنا يكون المظهر قد فعل دورًا عكسيًا في ترسيخ فكرة ليست لها وجود .
فكرة المظهر موجودة في كل شيء في الحياة ؛ حيث قد يرى الإنسان أحدًا ما شكله مهندم ومُنظم ومظهره براق ؛ فيعتقد أنه غني وسعيد بينما قد تكون حياته عكس ما يراه الإنسان تمامًا ؛ والعكس قد يحدث .
يتوجب الحرص من الوقوع في خطيئة الإيمان بالمظهر الخارجي دون السعي للتنقيب عن الجوهر الداخلي ؛ وذلك لأن الإنسان حينما يقع في خديعة ما نتيجة المظهر ؛ قد يفقد الثقة في نفسه وفيمن حوله أو قد يقع فريسة للاكتئاب والحزن إذا تعلق الأمر بخديعة كبيرة .
حرص الشعب الفرنسي على تنبيه مواطنيه أن الراهب الحقيقي ليس ذلك الإنسان الذي يرتدي ملابس الرهبان ليبدو راهبًا ؛ ولكن الراهب الحقيقي هو مَن يتحلى بالإيمان الحقيقي الموجود بقلبه ؛ لذلك فإن الثوب لا يصنع الراهب .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر