مرض الأسد ملك الغابة وكان معروفًا بالحكمة والعدل بين الحيوانات ، وعندما اشتد عليه المرضُ أصبح لا يزوره إلا الزرافة ، وكانت تقوم على خدمته وتلبية طلباته وكان معجب بها لحكمتها وقال لها يومًا لقد أدركتني الشيخوخة مبكرًا ، وأصبحت ضعيف النظر والجسم ولا أستطيع البقاء ملكًا للغابة .
فقالت له الزرافة لا تحمل همًا يا ملك الغابة سوف تظل العظيم والقائد الحكيم فإن من صفاتك الشجاعة وأوامرك مطاعة ، فطرب الأسد لذلك الكلام الذي سمعه من الزرافة ، فقال لها أرغب في بقائك قربي دائمًا لأن كلامك شائق وجميل ويهون علي المرض ، قالت حسنًا مازال ذلك يريحك سوف أظل إلى جانبك .
وعندما شعر الأسد أن المرض بدأ يفتك بجسمه ، فجمع الحيوانات جميعهم وقال إذا مت سوف تكون الزرافة هي الملكة عليكم فهي عاقلة وقلبها كبير وتحب الجميع ، فوافق الجميع على اقتراح الأسد وأوصى أن يكون الدب الحكيم هو المستشار الخاص لها ، ثم قال وهو متألم لو كان لي شبلُ لكان هو الأحق أن يكون ملكًا للغابة من بعدي ، وبعد أيام قليلة مات الأسد .
وفي أحد الأيام جاء فلاح يشكو لملكة الغابة أن الثعلب قد سرق بطة من المزرعة ، فأرسل الدب من يترقبه ليعرف هل صحيح ما قام به الثعلب فجاء من يقول له سيدي حكيم الغابة ، لقد رأيت بالفعل ريشًا وعظام البطة البيضاء في منزل الثعلب ، فقال الدب هذا أكبر دليل على سرقة للبطة .
وجاء الثعلب أمام الدب وقال له تلك هي المرة الأخير التي يمكن فيها أن تتعدى على طائر بري داخل كوخه ، ولو تكرر منك ذلك فسوف يتم طردك من الغابة ، فذهب الثعلب يدبر أمر لكي ينتقم من الدب ، وكان من عادة الدب أن يستريح في مكانه تحت شجرته الكبيرة وظل الثعلب يراقب الدب عندما ذهب لملكة الغابة لكي يساعدها في تصريف الأمور .
فقام الثعلب على الفور بحفر حفرة كبيرة لكي يوقعه فيها وشاهده الذئب ، وهو مار من أمامه فقال له الثعلب ساعدني يا صديقي في الحفر حتى إذا جاء الدب تكون فخًا له ، وإذا افترست بطة أخرى نأكلها معًا ، ما رأيك بالفكرة فتركه الذئب وصار في طريقه واصل الثعلب الحفر وقام بتغطيتها بالأغصان إخفاءه والتراب .
وعندما ذهب الدب لكي يستريح تحت الشجرة وقع داخل الحفرة ، وبدأ يصيح حتى تم إنقاذه بصعوبة من قبل جميع الحيوانات ، وعندما شاهد الثعلب ما حل بالدب فرح كثيرًا واختفى عن الأنظار ، فقال الذئب للدب إن الثعلب هو من قام بالحفر وطلب مني المساعدة فرفضت ذلك ، أرسل الدب من يأتي بالثعلب فلم يجده فأصدرت الزرافة أمرًا بطرده نهائيًا من الغابة .
من قصص كليلة ودمنة .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر