إن المجتمعات في شتى بقاع العالم مليئة بالأمراض بكل أنواعها ؛ وتلك الأمراض قد تكون جسدية أو نفسية ؛ فكما تمرض الأجساد تمرض النفوس ؛ ولكن الاعتراف بالمرض النفسي قد يكون مُعقدًا وشبه مستحيل خاصة في البلاد العربية ؛ وذلك لأن الثقافات شكلت صورة غير سوية للمريض النفسي وهي أنها وضعته في إطار الجنون ؛ وبالطبع هذا من الخطأ الجسيم الذي ساهمت في انتشاره منافذ الثقافة .
يُعد المرض النفسي كأي مرض جسدي يحتاج إلى علاج ؛ ولكن قد تختلف طريقة علاجه نوعًا ما عن الجسدي ، وقد انتشر ذاك المرض نتيجة ضغوط الحياة ومشكلاتها المتنوعة سواء في الطفولة أو في الكبر ؛ ومن أشهر تلك الأمراض النفسية المعروفة مرض الوسواس القهري ، والاكتئاب ، والخوف ، وغيرهم الكثير .. ولكن من أغرب الأمراض هو مرض هوس الكتب .
يُعتبر الهوس بشراء الكتب شيئًا إيجابيًا قد يبدو مَنْ يفعله شخصًا من العباقرة ؛ ولكن حينما يصل حد الهوس إلى الشغف الشديد بالذهاب إلى كل الأماكن المختصة ببيع الكتب واقتناء كل ما هو مفيد وغير مفيد ، والخوف عليهم يصل حد الجنون ؛ فإن هذا يندرج تحت اسم مرض الببلومانيا كما هو وارد باللغة الإنجليزية ومعروف في الثقافة العربية .
مريض الكتب قد ينسى تاريخ ميلاده ؛ أو العام الذي تزوج به ؛ ولكنه لا ينسى أبدا أن يقتني الكتب بشراسة ، وقد لا يستطيع قراءتها نظرًا لكثرتها ؛ ولكن ولعه لرؤيتها تجعله يشتريها دون تفكير ؛ ومن شدة حفاظه وخوفه عليها لا يقبل أن يُعيرها لأي شخص ؛ مما قد يسبب الفوضى في المكان الذي يعيش به لكثرة وجود الكتب التي ليس لها مكان .
الببلوماني وهو رجل الكتب قد يشتري عدة نسخ من كتاب واحد ؛ ولعل من أبرز المشاهير المرضي بهوس الكتب هو سير توماس فيليبس ؛ والذي امتلك على مدار حياته ما يقرب من مائة وستين ألف كتاب ؛ تم بيعها في مزاد دام لأعوام عديدة بعد وفاته .
قد تظهر أعراض مرض هوس الكتب منذ الطفولة ؛ فيبدو حرص الطفل واضحًا وغير مبرر على شراء الكتب ؛ سواء تناسبه أو لا ؛ فيصبح الشيء الأهم بالنسبة له هو الحصول على الكتب للاحتفاظ بها.
يحرص المرضى بهوس الكتب على الحفاظ على كتبهم بشكل مختلف ومثير ؛ حيث قد يقومون بتغليفها من الخارج بأشياء خارجة عن حدود الطبيعة مثل استخدام جلد الثعبان أو الفيل وغير ذلك ؛ لدرجة أن هناك حالات شاذة ونادرة قامت بتغليفها باستخدام جلد الإنسان ؛ وهناك مَن يتعرف على العُمر الحقيقي للكتاب عن طريق صوت الورق .
ومن المذكور أيضًا أن هناك حالات نادرة قامت بأكل الكتب ؛ وبالطبع هذا يُعد شذوذ مرضي حاد ؛ لذلك يجب على كل مَن يجد أن حد الولع بالكتب زاد وحاد عن الطبيعة ؛ فإن ذلك يُعد تطرفًا ومرضًا يجب علاجه على وجه السرعة عن طريق زيارة الطبيب النفسي المختص ؛ حتى لا يتفاقم الأمر ويسبب العديد من المشكلات الحياتية .
وبالرغم من أنه عُرف بداء العباقرة ؛ إلا أنه من الضروري أن يُعالج ؛ لأن كل الأمور حينما تزيد عن حدها الطبيعي تصبح كسلاح يهاجم صاحبه ؛ لذلك وجب البحث عن الطرق المناسبة للعلاج .
قصص جديدة:
- قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم
- قصة فيلم المبارزة الأخيرة The Last Duel
- قصة بوفيجليا "جزيرة الأشباح الإيطالية"
- قصة الإيثار في معركة اليرموك
- قصة ام مكافحة ذللت ما اعترضها من عقبات
- قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها
- قصة الجندي الذي نجا من الحرب بفضل جرعة زائدة من المنشطات
- قصة أمثال عربية
- قصة نجاح ميلتون هيرشي ملك الشيكولاتة
- قصة الباب الأخضر